19 - 08 - 2024

عكس عكاس| تعمل ايه ال"ويك دبندانت وومان" في بلد رجالة؟

عكس عكاس| تعمل ايه ال

بمناسبة سيرة التحرش ودخول المدارس والشتا، والأسعار والفلل أم 11 مليون ،هنتخيل إن معانا واحدة ست طيبة وحلوة شوية ومحترمة وشخصيتها قوية وبتحاول تعتمد على نفسها في توفير لقمتها والهدمتين اللي بتلبسهم..

ومعاها عيال بتكبر والمدارس باقي لها اسبوع ..

وحيلها مهدود من المعافرة مع الناس والوقت والظروف من وقت مابتصحى لغاية مابتترمي مهدودة آخر اليوم، ده لو كان له آخر.

غالبا ست زي دي هتبقى متطلقة أو جوزها رمى الحمول عليها وخلع من غير مايرمي اليمين،أو عايش زي قلته، أو أياً كان الشكل المهم إنها وحدها شايلة الليلة .

درجة تحمل الست دي للضغوط اللي حواليها ممكن تبقى قد ايه؟

الكلاب والذئاب اللي بتحوم حواليها لغاية ماحولتها لكائن خايف من صوت رجلين على سلم ولا اسفلت ، من وشوش وجتت رايحة وجاية حواليها، من سباك جه يصلح غسالة بايظة ولا كهربائي بيصلح توصيلة ضربت ،خايفة تفاصل معاه ليعشم ، من زغرة جار ما ادتلوش ريق حلو فحاسس بالإهانة..

من تمن مسحوق الغسيل والعيش الفينو والجبنة اللي بتشتريها بالتمن كيلو، من احلام ولادها اللي خايفة تطلع على السنتهم، وقلبها المكسور لما جزمة واحد فيهم تتقطع ، ولا يبعتولها جواب من المدرسة ..

لإمتى هتفضل معافرة ومكابرة وقادرة تسند طولها تروح شغلها، وتتابع عيالها خارجين راجعين رايحين دروس واكلين ولا جعانين ..

وماجبناش سيرة بودرة ولا كحل ولا كريم اساس تعرف تداري بيه ملامح الخوف والحزن والهالات السودا من قلة النوم والراحة..

طيب خلينا نرفع سقف الخيال شوية ونقول الست دي مرتاحة مادياً ومعاها شهادات ولا خبرة تكفيها وماتحوجهاش لأغلب البهدلة دي..

لأ وكمان معاها عربية مثلا

نرجع للمجتمع الرجالي الكيوت بتاعنا ، هتلاقيها مطالبة إنها تواجه بذكاء ومرونة وقوة وحسم وسرعة وذكاء ومرونة وذكاء ومرونة السياس البلطجية وسواقين الميكروباصات والتكاسي والملاكي اللي بيضايقوها،زمايلها ..مشاكلها اللي مش بتخلص ..طمع طمع والرسايل الصامتة القذرة اللي بتتبعت بالعنين من تحت لتحت ..

وأكيد هي تستاهل كل اللي بيحصل معاها، علشان ماعرفتش تحمي بيتها وتحافظ على جوزها وعاملة فيها سترونج اندبندنت وومان،تلاقيه مستحملش العيشة معاها ..

وماجبناش سيرة اخواتها مثلاً ولا باقي أهلها اللي ممكن يدخلوا يزايدوا على لبسها ولا مواعيد رجوعها ولا يفرضوا رقابة لإثبات الرجولة ، الرجولة المجاني دي اللي اخرها الزعيق والشخط والزغر .

واحدة متهمة في طل الظروف بس لأن اللي حواليها شايفين ان الست اللي وحدها تستاهل في كل الأحوال، واللي بيتحرش بيتقلب أسد ولا كلب ينهش اذا مالقاش استجابة...والمواطن ده غالبا بيبقى وسطي جميل مؤدب ،زميل عمل – جار- قريب- معرفة- مدرس بيتقرب عن طريق الأولاد- عابر سبيل معدي بالصدفة – صديق على فيس بوك يدخل على الخاص في اليوم 10 مرات ويسألها لابسة ايه دلوقتي ...ويبدي الكثير والكثير من الحنان ثم الباقي اعتقد كلنا عارفينه ،اذا كنا رجالة فبنعمله واذا ستات فبيتعمل فينا .

على الأقل ممكن نراجع احصائيات( منشورة وأي حد يقدر يتأكد منها) بتقول ان أكتر من 47% من المصريات اتعرضوا للعنف الجسدي الأسري سن ال15 ، وان 93% من المتزوجات تم ختانهم و99% تعرضت لنوع واحد على الاقل من أنواع التحرش ، ومش لازم باقي الكلام بتاع الميراث اللي مش بتاخده في بلاد بالصعيد مثلا ولا العنف والإغتصاب الزوجي، ولا ولا

زمان كانت فريال صالح مستضيفة رأفت الميهي(اللي يرحم الاتنين) وبتسأله عن رأيه في المساواة بين الرجل والمرأة وحقها في العمل والجو السخيف ده ..

الراجل تقريبا كان على وشك يطلع صوت من مناخيره وهو بيقول لها ده كلام المرفهين اللي مايعرفوش حاجة عن وضع وظروف المرأة المصرية، اللي مدفونة في طين الشغل غصب عنها مش بمزاجها بحكم احتياجها للأكل والشرب، الأبهات بيزقوا بناتهم على الشغل أساساً والشباب بيفضل يتجوز موظفة واللي مش بتشتغل بتواجه أنواع أسوأ من الهموم والمشاكل..

بس محطات التلفزيون لازم تعبي وقت، وتملا فراغ كبير بوشوش تافهة بتقول كلام مالوش أي وزن ولا قيمة ، محدش عايز يقرب من الحقيقة ولا يتكلم عن اللي بيتعمل في الست المصرية بجد..من القريب قبل البعيد( الستات بتعول 3 ونص مليون أسرة تقريبا في مصر)...

وده رقم اللي فلتوا من جحيم جوازات خربانة ولاماشية بالتلزيق والاهانة، ولا اجبار على المشي البطال ولا ..

 في الظروف دي  التحرش حاجة من حاجات ، هم من هموم، بس الست تقدر ترد وتاخد حقها، بس يبقى عندنا مليون ست وبنت جدعة تعرف تمرمط بكرامة المعتدي في الأرض، وتواجه الدنيا لغاية ماتنتصر.

ويبقى الكلام عن الاسترونج اندبندنت وومان فارغ من المعنى لأن مفيش سترونج من غير أدوات ، ولغاية ماتتوفر الأدوات دي اللي أهمها الفلوس والعزوة هتفضل الست اللي لوحدها وفي بلد رجالة زي بلدنا "ويك دبندانت وومان(weak dependent. Woman)
------------------
بقلم: خالد الدخيل